كتاب التناسب البياني في القرآن
لا يزال القرآن الكريم منذ أنزله الله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم الشغل الشاغل للمسلمين، ولا تزال الدارسات والأبحاث منذ عصر التدوين الإسلامي تتجه لاكتشاف أسراره وإعجازه، والوقوف على مراميه وأهدافه. وليس من المبالغة القول: إن ما ناله القرآن الكريم من دراسات وأبحاث لم ينلها كتاب غيره، سواء في ذلك كتب السماء أم كتب الأرض.
وتأتي دراسة الدكتور أحمد أبو زيد ضمن هذا الإطار، لتضيء جانباً من جوانب عظمة هذا الكتاب، لطالما غفل عنه الكثيرون.
اختار الباحث عنواناً لدراسته هو (التناسب البياني في القرآن: دراسة في النظم المعنوي والصوتي). وجاءت دراسته مؤلفة من تمهيد وقسمين.
أما التمهيد فقد أوضح فيه الباحث أن موضوع التناسب القرآني بحاجة إلى دراسة خاصة تجمع شتاته، وتبرز قيمته الجمالية والبيانية في بلاغة القرآن. واعتبر أن دراسته هذه محاولة صادقة لإبراز أوجه التناسب في النظم القرآني: معانيه ومبانيه، وأصواته وإيقاعه.
وقد لفت الباحث الانتباه إلى أن البحث في إعجاز القرآن نشأ في جو الخلاف حول قضية اللفظ والمعنى. فغلبت عليه النظرة التجزيئية. ففريق رفع من قيمة الألفاظ، وقلل من قيمة المعاني، وفريق ثان فعل عكس ذلك. وكانت هذه النظرة التجزيئية سبباً في إغفال جانب هام من بلاغة القرآن هو وحدة البناء، الذي يجعل السورة من القرآن بنية محكمة متناسبة المعاني والمباني
والمطالع والمقاطع
61.5mb :حجم الملف